يبدأ أسبوع الآلام بأحد «السعف» «24 إبريل»، ذكرى دخول المسيح القدس.. وإنشاء «سر التناول»، وصلب المسيح ثم القيامة فى يوم أحد القيامة «1 مايو»، وهذا الأسبوع آخر أسبوع فى الصوم الكبير «55 يومًا»، ويحتوى فى قراءاته على سفر «الرؤيا» كاملاً «آخر أسفار الكتاب المقدس» ويتكون الأسبوع من:
«سبت لعازر»، هو السبت الذى أقام فيه المسيح لعازر،
«أحد السعف»، هو تذكار دخول المسيح أورشليم، وسمى بذلك لأن اليهود استقبلوه كملك بسعف النخيل فرحًا بقدومه.
«اثنين البصخة»، والبصخة تعنى باللغة القبطية «العبور»، ذكرى عبور النبى موسى لليهود من البحر الأحمر هربًا من عبودية فرعون. وثلاثاء وأربعاء البصخة، لذلك يسمى أيضًا بأسبوع البصخة.
ثم «خميس العهد»، الذى أسس فيه المسيح سر التناول «رمزًا لتجسده وموته وقيامته فى اليوم الثالث»، وسر الكهنوت، كذلك أفصح فيه عن خيانة يهوذا الذى أسلمه بعد أن قام بتقبيله، لذلك لا يقبّل الأقباط بعضهم بعضًا فى ذلك اليوم.
«الجمعة العظيمة»، وصلب فيها المسيح على «الجلجلة» «مكان الصلب»، وشاهده الآلاف من الشعب.. ومات «سبت الفرح» «أو سبت النور»، المسيح فى القبر.
«أحد القيامة»، قيامة المسيح وظهوره لمريم المجدلية.
طقس أسبوع الآلام:
- فى هذا الأسبوع تتجسد فكرة التفرغ للعبادة، والاعتكاف مأخوذ من هذه الرؤيا، حيث المؤمنون يتفرغون للعبادة طوال هذا الأسبوع، ويقرأون العهدين القديم والجديد، وترتكز كل الطقوس على الآلام، بل وتتشح الكنيسة بالسواد، فى رمزية.
الستائر السوداء فى أسبوع الآلام:
الستائر السوداء التى توضع فى الكنيسة، هى ليست دلالة على إعلان حداد أو حزن عام على السيد المسيح، لكن الحزن على الخطية التى سببت للمسيح كل هذه الآلام، وكذلك هى تعبير عن حزن التلاميذ حينما سمعوا حديث المسيح عن آلامه وموته «التلاميذ رمز للكنيسة».
الشموع فى أسبوع الآلام:
- توضع على المنارة بجانب «المنجلية» «المكان الذى يوضع عليه الإنجيل»، إشارة لنور القراءات، ولذلك توضع 3 شمعات، إشارة إلى: النبوات، والمزامير، والأناجيل «البشائر».
- ويفسر وضع الشموع فى هذه الطقوس لأن المسيح هو نور العالم.
التسبحة فى أسبوع الآلام:
وللتسبحة فى ذلك الأسبوع قصة أخرى، تبدأ بـ«لك القوة والمجد والبركة... تقال 12 مرة كل ساعة، 5 ساعات نهارية، 5 ساعات ليلية، فيبقى رقم 10 موجودًا، ورقم 12 موجودًا، فرقم 12 «3×4» يشير إلى ملكوت الله، «الثالوث يملك على أركان الأرض الأربعة»، ورقم 10 يشير إلى السماء، وعندها نقول: «لك القوة والمجد والبركة»، ويُقصد بذلك أن السيد المسيح هو مصدر القوة.
الألحان والميطانيات فى أسبوع الآلام:
- تؤدى الألحان والصلوات فى هذا الأسبوع بالطريقة الإدريبى «الحزاينى»، وهى طريقة طويلة تتميز باللحن الطويل، والعمق فى المعنى، لذلك تكون هذه الطريقة مصدرًا للتعزية وقت الحزن.
الميطانيات «نصف سجدة».
- الميطانيات فى أسبوع الآلام تجسد معنى الخلاص، ففيها السجود والقيام، فالسقوط بالخطية، والخلاص بالمسيح.
- وهى تقال فى الطلبات الصباحية، حيث تقترن بالصوم، أما فى سويعات الليل، وحيث يكون الصائمون قد أفطروا، فلا تكون هناك ميطانيات.
- ولكى يصوم المؤمنون خلال هذا الأسبوع المقدس صومًا انقطاعيًّا، لمزيد من الانسحاق والتذلل بالميطانيات.
عدم إقامة قداس فى 3 أيام فى أسبوع الآلام:
عدم إقامة قداس إلهى خلال الثلاثة أيام: «الاثنين والثلاثاء والأربعاء». ولا أحد يدخل إلى المذبح خلال هذه الأيام، وذلك بسبب:
- سر تذكار الطرد من الفردوس: لنتذكر الطرد الذى نالته البشرية نتيجة المعصية، حتى يدخل فى ذهن الناس خطورة الخطية التى تؤدى إلى الطرد من حضرة الله.. الانفصال عنه.
- والصيامات المسيحية يمكن فيها للمسيحيين أكل السمك، ما عدا الصيام الكبير.
وفى أسبوع الآلام لا يأكل المسيحيون حلو الطعام، بل والإفطار يوم الجمعة العظيمة يكون على الخل والمر، لأن السيد المسيح حين عطش على الصليب سقاه الرومان بإسفنجة بها خل.
إننا أمام حالة توحد مع المتألم على الصليب تمتد طوال ألفى عام، لتصل للتماهى مع آلام المتألمين، وصولاً لذروة التضامن مع المتألمين فى العالم.